عرض المقال
هوامش على دفتر يونيو
2013-06-30 الأحد
* لو كان نزار قبانى حياً بيننا اليوم لكان قد كتب مراجعة لهوامش على دفتر النكسة وحوّلها إلى هوامش على دفتر النصر، فقد انتصر الشعب المصرى فى يونيو على عصابة لوثت الوطن وزيّفت عقله وباعت عرضه وسمسرت فى أرضه وأهانت الكرامة ومرمغت السمعة فى التراب وجعلت هوامّ الأرض يتطاولون علينا، لو كان نزار قبانى حياً بيننا اليوم لكان قد حوّل ميدان التحرير إلى سوق عكاظ، وحوّل سور الاتحادية إلى حائط للمعلقات، إنها يا نزار أم الدنيا تستعيد بهاءها.
* من يحصر المطالب فى الانتخابات الرئاسية المبكرة يقزّم هذه الثورة الهادرة ويقامر بدماء كل الشهداء ويهدر جهود هذا الشباب النقى الجميل ويحبط هذا الشعب الذى لم ينفذ مخزونه الإبداعى قط، لا بد أن يرتفع سقف المطالب ونستغل هذه الفرصة التاريخية العظيمة ونسقط الدستور الغريانى الطالبانى المشئوم الذى كُتب بليل ونُسج فى الظلام واستُفتى عليه بالتدليس وصاغته لجنة تأسيسية مغتصبة ومشكوك فى شرعيتها، وحتى صياغة دستور مصرى غير طالبانى يجب أن نستظل بدستور 71 مع بعض التعديلات البسيطة على المواد المتعلقة بصلاحيات الرئيس.
* مع الاعتذار وكامل الاحترام لشاعر النيل حافظ إبراهيم أستأذنه فى تغيير اسم قصيدته الخالدة «مصر تتحدث عن نفسها» إلى «مصر تبحث عن نفسها»، مصر الآن تبحث عن نفسها بعدما شوه ملامحها بمية النار سماسرة الدين، بعدما شحتوا عليها فى السند والهند وواق الواق وبلاد تركب الأفيال، بعدما عطشوها وعروها واغتصبوها وباعوا لحمها ومصمصوا عضمها وفتتوا نسيجها. مصر نزلت حافية بملايتها اللف ومنديلها الأوية تجرى فى شوارع وميادين مصر تبحث عن هويتها وكيانها وروحها ووجدانها الذى سرقته عصابة المقطم، وحتماً سيثمر هذا البحث وينجح هذا التنقيب عن كنز اسمه مصر ومنجم اسمه الوطن.
* تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية يجعلنا على رأس الدول التى يعانى أطفالها من التقزم، هذا المرض الذى يُعتبر معياراً للتخلف والفقر والتدهور، يا منظمة الصحة، أخبرك بأن التقزم لم يعد يسكن أجساد الأطفال فقط ولكنه يسكن روح مصر ويشل مفاصلها، مصر تقزمت فى عهد مرسى على كافة الأصعدة، مصر يستشهد أبناؤها فداء للجاز ويذهبون للتسول من بلاد الجاز ويحرقون أنفسهم بالجاز، وإذا كان كله عند العرب صابون فكله عند المصريين جاز.
* بعد إذنكم يا إعلاميين، المحافظات والأقاليم ستسرق الكاميرا من القاهرة فى ثورة 30 / 6، المنصورة وكفر الشيخ والمنوفية والبحيرة والفيوم وبورسعيد وحتى الصعيد، الذى كان دائماً قلعة الإخوان وحصنهم المنيع، خرج ثائراً عليهم ولم يعد أمام الإخوان إلا الهتاف لرئيس جمهورية رابعة العدوية وإمبراطورها المفدَّى طويل العمر يطوّل عمره ويزهزه عصره ويشقشق نهضته هاى هىء.
* أجمل أزمة أحسست بها أمس وأنا ألف الإسماعيلية الجميلة على علم مصر، الكمية نفدت، فرحت برغم أننى اشتريته من السوق السوداء، أجمل سوق سوداء، البياع بيقول لى: أول مرة ماحدش يفاصلنى فى التمن، يا راجل مين حيفاصل فى يوم الفصل.